المشاهير الذين ماتوا بالسكتة القلبية
(1) مصطفى صادق الرافعي
- رغم الفجائية التي تتسم بها السكتات القلبية؛ إلا أنها نادراً ما تزور القلب السليم؛ وهو ما تشير إليه بعض الأعراض التي قد تسبقها، فيهملها المريض وذووه ولا يأخذونها على محمل الجد، مثل ألم بالصدر أو حرقة بالمعدة أو ضيق في النفس أو دوار أو صداع.
- هذا ما تحكيه بجلاء وفاة أديب العربية البارز (مصطفى صادق الرافعي)؛ والذي استيقظ كعادته فجر يوم العاشر من مايو عام 1937، فتوضأ وصلَّى وتلا ورده اليومي من القرآن والأذكار، ثم أحس بحرقة في معدته، حسبها شيئاً مما اعتاده الناس، وتناول ما يتناولونه عادة وهو دواء مضاد للحموضة.
- بعد أن نام لساعة لا تزيد، نهض من فراشه وأخذ طريقه إلى الحمام، ولكنه - وقبل أن يبلغ مراده - سقط سقطته الأخيرة التي لا حراك بعدها.
(2) على الجارم
- هذا على خلاف علي الجارم (1881 - 1949م) الذي حاز سر الصناعتين؛ فغرد في بستان الشعر، وسطع في سماء النثر والسرد.
- لقب بأديب العروبة، كما أجاد فن الإلقاء وتحلّى بخفة الروح؛ فكان زينة المجالس على حد تعبير العقاد، وملك ناصية اللغة.
- كان كبيراً لمفتشي اللغة العربية بوزارة المعارف، ومن الأعضاء المؤسسين لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
- إذ انتابته السكتة القلبية في أثناء حفل أقيم بمناسبة ذكرى الأربعين لوفاة صديقه النقراشي باشا، وذلك في أوائل عام 1949، ويومها ذهل الحضور حين مالت رأس الرجل على صدره وهو جالس يستمع إلى قصيدته التي ألقاها ابنه نيابة عنه.
(3) محمد الغزالي
- كذلك أديب الدعوة وأحد رجالات الأزهر وشيوخه المجددين الكبار (محمد الغزالي)؛ الذي وافته منيته بالعاصمة السعودية الرياض على هامش مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر، وليدفن على أثرها في البقيع بين قبري نافع مولى عبد الله بن عمر ومالك بن أنس صاحب المذهب المالكي.
- ختم بذلك مشوارًا دعوياً قوامه ثمانية عقود خدم فيها الدعوة فكان نجمها الساطع وجبلها الأشم على حد وصف الشيخ القرضاوي، ومحققا أمنية غالية طالما تمناها في السر والجهر، وهي الدفن في مدينة الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم.
(4) الشاعر الروماني أوفيد
- أما الشاعر والروائي الروماني (أوفيد)، فقد عصفت به السكتة القلبية أثناء خلوته على الشاطئ، وتركته جثة هامدة في أحضان موجة غادرة، دون أن يذود عنه الشعر الذي وصفه يوماً بأنّه قادر على إنزال القمر من عليائه وإعادة النهر إلى مصبه، وجعل الثعبان بلا سم ولا أنياب.