ما الدور الذي لعبته النار في تغيير حياة البشر الأوائل؟
- لجأ البشر الأوائل إلى استخدام النار لعدة أغراض، منها: إبعاد الحيوانات المفترسة عن أماكن إقامتهم والتدفئة وطهي اللحوم.
- كان أول من استخدم النار من البشر الأوائل سلالة أطلق عليها الهـــومـــو إريكتس، وذلك منذ ما يزيد على 15000 عام.
- قد كانت هذه السلالة تتميز بمهارة فائقة في صنع أن أفرادها تعلموا كيفية الأدوات.
- هذا ، بالإضافة إلى إشعال النار باستخدام أفرع الأشجار بعد تجريدها، أو من خلال شرارة النار الناتجة من احتكاك حجر بآخر.
- كما عرفوا كيفية الحفاظ على النار مشتعلة إذ إنه دون اكتشاف النار لاستحالت حياة البشر الأوائل الذين عاشوا في أراض شديدة البرودة خلال العصور الجليدية.
- كما استخدم الصيادون النار لإخافة الماموث - وهو نوع من الأفيال المنقرضة - ليأخذوه نحو حفرة ما ليسقطوه فيها ، ثم يقومون بقتله مستخدمين رماحاً خشبية مثبتة بأطرافها قطع حجرية.
اكتشاف الانسان للنار
- عندما يؤرخ العلماء لمسيرة الإنسان في رحلة تطوره فإنهم عادة يلاحظون أهمية اكتشاف النار وتأثيرها على هذه المسيرة ، ولو تركنا العنان لنتخيل حياة مليئة بالمتناقضات رغم بساطتها ، وبالأخطار والخوف والبحث عن الأمان ؛ لأدركنا أنه لابد وأن انسان هذا العصر كان متأملاً ومراقبا للطبيعة كي يتمكن من السيطرة عليها.
- وأغلب الظن أن معرفة الانسان للنار في البداية كانت عن طريق تعرفة وإدراكه لمصادرها الطبيعية كالبراكين والصواعق التي تصيب الأشجار من حوله مخلفة حرائق كبيرة.
- وأغلب الظن أن ذلك قد حدث خلال العصر الحجرى القديم الأسفل ، اذ كان يحصل على هذه النار من مصادرها السابق ذكرها ، ويحاول الحفاظ عليها وذلك قبل اكتشافه لطريقة إيقاد النار بنفسه، والتى يعتقد أنها كانت عن طريق المصادفة.
- فلطالما راقب الإنسان البدائي الطبيعة والتي كانت النار أحد أهم مفرداتها، الى أن استطاع بفرط تجاربه معها من السيطرة عليها بفضل عقله الذي تطور إلى درجة كافية تمكنه من الملاحظة والربط بين المعطيات والنتائج.
- لقد لاحظ الإنسان أن كافة الأحياء تخشى النار وتتفادها وفي نفس الوقت لاحظ أن النار تتبع قانون معين لكي تستمر ، وهي حاجتها للإحتراق على شيء فإذا انعدم المصدر انطفأت ، والملاحظة الأخيرة وهي قدرة الماء على إطفائها بسهولة إذا كانت محدودة.
- بهذه الأمور الثلاثة الأولية والهامة وجد الإنسان ما يكفي من معطيات تؤدي به إلى إمكانية السيطرة على النار والتحكم بها.
- والمؤكد أن استغلال الإنسان للنار متقدم على قدرته على إشعالها ، أى أن الإنسان حاول استغلال النار التي تنشب طبيعياً من حوله بالتواجد على حوافها ثم احتاج إلى نقل النار إلى حيث يريد فتمكن من أخذ قبس منها ثم احتاج إلى إطالة عمرها فأخذ يغذيها بالمواد التي لاحظ انها تشتعل عليها ، وبعد أن ألف النار واستأنسها لهذه الدرجة ، اعتادها فاحتاج إليها أكثر من المرات التي تجود عليه بها الطبيعة وحينها اكتشف أول وسيلة لإشعالها.
- ولابد من إدراك أن معرفة الإنسان للنار وحاجته لإشعالها في الحضارات المبكرة كان أمرا متفاوتاً من حضارة الى أخرى طبقاً لظروفها البيئية والجغرافية
- وأقدم استخدام للنار معروف حتى الآن - حسب ما تؤكده الشواهد الأثرية – كان من قبل انسان بكين منذ حوالى خمسمائة ألف سنة ق.م ، حيث عثر في كهف شيكوتين في شمال الصين على آثار للنار وللمواقد التى طهى عليها هذا الانسان طعامه.
- ويرى الباحثون في علوم الانسان أن انسان بكين عرف النار واستخدمها في التدفئة والطهو وإبعاد الحيوانات المفترسة عن كهفه
- ويضع هؤلاء الباحثون انسان بكين في فترة العصر الحجرى القديم الأسفل ، مؤكدين أن إنسان بكين قد عرف النار ، واستخدمها ، ولكنه لم يعرف كيفية إشعالها ، لذلك فقد اعتمد على ما توفره له مصادرها الطبيعية .
- وهذا على النقيض من أصحاب الحضارة الأشيلية الذين تمكنوا من صناعة النار كما يظهر بوضوح في كهف الطابون بجبل الكرمل وكهوف وادى (ماكابان) بأفريقيا.