كيفية اشعال النار فى العصور القديمة
- بعدما عرف الانسان النار ، كان لابد من الوصول الى طريقة لإشعالها.
- قد عرف الأنسان البدائى وسيلتين لإشعال النار هما:
(1) الطرق
- كانت طريقة (الطرق) هي الطريقة الأولى التي ساد استخدامها في العصر الحجري القديم والعصر الحجرى المتوسط.
- إذ تمكن بعض سكان الكهوف من اشعال النار بواسطة طرق قطعة من الصوان مع كتلة من حجر الدم ، مما كان ينتج معه شرر ساخن.
- مع وجود بعض الأعشاب والأخشاب الجافة فإنها تشتعل كنتيجة طبيعية لهذا الشرر ، ولعل هذه الطريقة كانت قد عرفت عن طريق المصادفة.
- يبين الشكل التالي أداة صوانية استخدمت لإشعال النار من قبل انسان النياندرتال ، عثر عليها في محجر كامبيتلو بإيطاليا وترجع الى حوالى 200,000 ق.م
- يلاحظ عليها وجود بقايا مواد لاصقة بدراستها تبين أن انسان النياندرتال كان يستخدم لحاء شجر البتولا وهو من المواد سريعة الاشتعال ، ويبدو انه قد أدرك تلك الخاصية فاستخدمه ليساعده على اشعال النار عند طرق تلك الأدوات الحجرية معاً.
- كان من أهمية أدوات اشعال النار أو (المطارق الحجرية) أن عثر عليها موضوعه قصداً كنوع من المتاع الشخصى بدفنة آدمية ترجع للعصر الحجري الحديث ، تم اكتشافها بموقع Schipluiden بهولندا.
- جاء المتوفى راقداً في وضع القرفصاء كما بالشكل التالي وكان يصحبه ثلاثة من الأدوات التى كانت تستخدم لإشعال النار ، من بينهم أداة معدنية كربونية.
- إذ كان أستخدام حجر الصوان والمعدن من أفضل الطرق البدائية التي عرفت لإنتاج شرار مباشر.
(2) الاحتكاك
- كان الاحتكاك هو الطريق الثانية لصناعة النار
- اشتملت هذه الطريقة على ثلاثة أنواع وهي:
(أ) طريقة حرث النار
- فيها نستخدم قطعة خشب صلبة في حك قطعة أخرى طويلة من الخشب اللين.
(ب) نشر الخشب
- هى طريقة مشابهة للطريقة الأولى حيث يمرر أو يحرك الطرف الحاد لعصى كالخيزران عبر مجرى ضيق.
(جـ) مثقاب النار
- فيها تحرك عصى ذات طرف مدبب حاد حركة دائرية في ثقب، ولابد من وضع بعض الأعشاب الجافة أو كسرات الخشب أو أفرع الأشجار الجافة بالقرب من الثقب الذى تدار فيه قطعة الخشب المدببة ، فتشتعل النار نتيجة عن هذا الاحتكاك.
- يبدو أن طريقة أو أكثر من تلك الطرق كانت قد استخدمت قبل نهاية العصر الحجري المتوسط ، غير أن اختراع النار قد ظهر مستقلاً في أقاليم مختلفة ومن ثم فهناك اختلاف فى الطرق تبعاً لطبيعة الأخشاب المتوفرة ، واختلاف نوع الوقود
- ففي المناطق الغابية مثلاً كانت الأخشاب متوافرة ومن ثم استخدمت في اشعال النار ، على حين عوض سكان التندرا وصياد الماموث فقر بيئتهم في الأخشاب باستخدام عظام الماموث كوقود.
- لقد استمرت طريقة اشعال النار بالاحتكاك متبعة فى مصر ليس فقط في عصور ما قبل التاريخ ؛ وإنما طوال العصور المصرية وحتى عصر الدولة الحديثة على أقل تقدير ، اذ يبين الشكل التالي مثقاب لإشعال النار ، وهو من أكثر القطع تشويقاً ضمن مجموعة الأدوات المنزلية واللعب التي وجدت في مقبرة الملك توت عنخ آمون ، والموجودة بالمتحف المصرى.
- المثقاب عبارة عن يد أو عود خشبى ولوحة خشبية بها إثنى عشر ثقباً محفورة في لوحة الإشعال.
- وقد وجد بداخل هذه الثقوب كمية من الراتنج لإمكانية عمل شرارة بواسطة الاحتكاك كي يلتقطها الفتيل.
- يعلو العود الخشبي رأس منفصلة لتسهل التحكم فيها أثناء الدوران.