التشوهات الكروموسومية
- التشوهات الكروموسومية هي عبارة عن خلل في عدد أو شكل الكروموسومات يُصاب بها حوالى خمسة من بين ألف ولادة حية.
- تُشكل التشوهات سببًا مهما للتخلف العقلي والتشوهات الخلقية لدى الإنسان، وتتسبب غالبيتها بالإسقاط أو ولادات ميتة.
- تقسم أمراض التشوهات الكروموسومية إلى قسمين رئيسين:
- أمراض نتيجة خلل في عدد الكروموسومات
- أمراض نتيجة خلل في بنية الكروموسوم وتركيبه
(1) أمراض ناتجة عن خلل في عدد الكروموسومات
- يتمثل اختلال الصيغة الكروموسومية Aneuploidy في كل صيغة كروموسومية لا تتطابق مع المضاعفات الصحيحة للصيغة الكروموسومية الفردية Haploid ، الموجودة عادة في الخلايا الجنسية، والتي يبلغ عددها عند الإنسان 23 كروموسوما (23 = n).
- أما العدد الطبيعي الكامل في الخلية الجسمية ثنائية الكروموسومات Diploid cell ، فهو مضاعف بمرتين (46 = 2n).
- إن الصيغة الكروموسومية الطبيعية لكل من المرأة والرجل تباعا هي: (44 ,XX) و ( 44 ,XY).
- تنشأ حالة وحيد الكروموسومي Monosomy نتيجة فقدان أحد الكروموسومات زوجًا كروموسوميًا معيناً.
- على سبيل المثال ، في حالة وحيد الكروموسومي (23)، يكون الكروموسوم 23 مفردًا، أي تحمل الخلية 45 كروموسوماً (زوج كروموسومي من كل نوع ما عدا الكروموسوم (23) .
- أما في حالة التثلث الكروموسومي 21 Trisomy ، فيُوجد ثلاث نسخ من الكروموسوم 21 بدلاً من اثنتين، ما يُعطي (47) كروموسوماً كعدد إجمالي داخل الخلية، كما هو موضح في الشكل التالي:

- على سبيل المثال، ينتقل للطفل من أحد الوالدين زوج كروموسومي غير منقسم، ومن الفرد الآخر فرد كروموسومي منقسم ما يتسبب بخلل في الكروموسومات ،
إذ توجد نسخة إضافية من كروموسوم 21 لدى الطفل، فيُولد لديه تشوّها كروموسوميا يُسمى متلازمة داون Down Syndrom ، التي تظهر عوارضها في صورة الطفل المبين في الشكل التالي:

- تزداد نسبة الإصابة بالتشوه الكروموسومي مع تقدم عمر الأم، ما يستدعي إجراء فحص النمط النووي للجنين أثناء الحمل لكل امرأة حامل تجاوز عمرها 35 سنة.
- ينتج الاختلاف في عدد الكروموسومات عن اتحاد خلية جنسية أنثوية أو ذكرية لا تملك العدد الطبيعي للكروموسومات . فيؤدي الخلل في هجرة زوج الكروموسومات المتماثلة إلى أقطاب الخلية خلال الطور الانفصالي الأول ، أو الخلل في هجرة الكروماتيدين الشقيقين إلى أقطاب الخلية خلال الطور الانفصالي الثاني أثناء الانقسام الميوزي، إلى وصول عدد غير متساو من الكروموسومات إلى الخلايا الجنسية.
- من أمثلة التشوهات الكروموسومية، نذكر متلازمة كلاينفلتر Klinefelter's Syndrome ، وهي شائعة لدى الذكور الذين يمتلكون كروموسوما سينيا X إضافيًا على الكروموسومين X و Y (الشكل (56) ، ما يتسبب بظهور بعض الصفات الأنثوية لديهم. وقد سميت هذه المتلازمة على اسم الدكتور هنري كلاينفلتر الذي وصفها للمرة الأولى في العام 1942 . أما متلازمة تيرنر Turner Syndrome ، فهي تظهر لدى الإناث اللواتي يحملن كروموسوما جنسيا واحدا (نسخة واحدة)، وهو الكروموسوم السيني X ، بدلا من اثنين (الشكل (57) ، ما يتسبب بفقدان بعض الصفات الأنثوية لديهن.
(2) أمراض ناتجة من خلل في بنية وتركيبة الكروموسومات
قد ينتج خلل في بنية الكروموسوم من العمليات التالية:
(أ) الإنتقال
Translocation
وهو انتقال قطعة من أحد الكروموسومات إلى كروموسوم آخر غير مشابه له كانتقال قطعة من الكروموسوم السادس مثلا إلى الكروموسوم
الرابع عشر .
(ب) النقص
Deletion
أي فقدان جزء من الكروموسوم، كما في حالة متلازمة المواء –Cri du-chat التي يتم فيها فقدان قطعة من الذراع القصيرة للكروموسوم رقم (5) الشكل (58) . ومن أبرز أعراض هذه المتلازمة ، صوت بكاء الطفل «الحاد والعالي، في شهوره الأولى بشكل مشابه لصوت مواء القطط، وهو الصوت الذي استمدت منه هذه المتلازمة اسمها .
(جـ) الزيادة
Duplication
وهو انتقال جزء من الكروموسوم واندماجه في الكروموسوم المماثل له ، ما يُؤدي إلى تشكل نسخة إضافية من أجزاء هذا الكروموسوم .
(د) الانقلاب
Inversion
وهو انفصال جزء من الكروموسوم، واستدارته ليعود ويتصل في الاتجاه المعاكس بالكروموسوم نفسه . بشكل عام، تُعد عملية الانقلاب أقل ضررًا مقارنة بعمليتي الازدواجية والنقص، لأن ترتيب الجينات على الكروموسوم هو الذي يتغير وليس عددها .
2. السرطان
Cancer
يتكون جسم الإنسان من مجموعة من الأعضاء والأنسجة ، التي : تتألف بدورها من ملايين الخلايا . تختلف هذه الخلايا عن بعضها من ناحية الشكل والوظيفة لكنها تنقسم وتتكاثر بالطريقة نفسها. وعادة ما يحدث انقسام للخلايا بشكل منتظم بحيث يُمكن لأجسامنا النمو واستبدال الأنسجة التالفة أو إصلاحها . تقوم الخلايا الطبيعية في الجسم باتباع مسار منظم يبدأ بنمو الخلية ثم انقسامها، ثم موتها. الاستماتة أو موت الخلية المبرمج Apoptosis (الشكل (59) يحدث عندما تهرم الخلية وتقوم بعملية متعمدة تفكك فيها الخلية نفسها بنفسها . تبدأ عملية الاستماتة بتحطيم المادة الوراثية DNA وبالتالي انكماش الخلية وموتها وابتلاعها من قبل الخلايا المجاورة لها . تتكاثر
الخلية الطبيعية في وقت محدود وإلى حد معين، لكنها عندما تفقد قدرتها على الاستماتة بسبب تغيرات في جيناتها ، فإن ذلك يُؤدّي إلى خلودها وخضوعها إلى انقسامات غير منظمة ، فتبدأ بالتكاثر بسرعة ، فينتج ما يُسمى بالورم.