(1) الفيروسات Viruses
- الفيروسات هي عبارة عن مخلوقات في غاية الدقة، لا يُمكن رؤيتها إلا بالمجهر الإلكتروني.
- هي ليست مخلوقات خلوية إذ لا تظهر فيها أي من مكوّنات الخلايا الحية، مثل الأغشية والسيتوبلازم والنواة.
- تغيب عنها العضيات الخلوية، مثل الميتوكوندريا والبلاستيدات والرايبوسومات وغيرها، ما يجعلها تفتقد آليات تحرير واستخدام الطاقة وآليات بناء البروتين. لذلك، فهي تتطفل على الخلايا الحية للكائنات ، مسببة العديد من الأمراض.

بنية الفيروس
- الفيروس هو عامل ممرض مكون من لبّ يحتوي على أحماض نووية وغلاف بروتيني.
- الفيروسات ليست خلايا، فخلافًا للخلايا النباتية والحيوانية، لا يحتوي الفيروس على نواة ، وغشاء خلوي (غشاء هيكلي)، وعضيات خلوية كالرايبوسومات، والميتوكوندريا ، والبلاستيدات الخضراء.
- وعلى الرغم من أن الفيروسات ليست خلايا ، إلا أنها تمتاز ببنية منظمة، وتتمتع بحجم صغير ، بالمقارنة مع أصغر خليّة.
- على سبيل المثال، يوازي قطر الفيروس الذي يُسبب الشلل مثلاً 20 نانومترًا.

- يوجد 3000 نوع من الفيروسات التي قد تسع داخل النقطة التي توضع في آخر السطر .
- وبالمقارنة مع الخلية، لا تستطيع الفيروسات أن تعيش أو تنمو حرّة مستقلة، إذ لا يسعها أن تتغذى أو تتنفّس أو تستجيب لمؤثرات أو أن تتكاثر كالخلية .
- تتمتّع الفيروسات بعدد قليل من المورثات مقارنة بالخلية ، فعلى سبيل المثال، يحتوي كلّ من خليّة الإنسان والجراثيم تباعًا على عدد من المورثات يُقارب الـ 100000 و 1000، بينما تحتوي بعض الفيروسات على خمس مورثات فقط .
- تتشابه جميع الفيروسات تقريبًا بالبنية أو التركيب العام، فتتكون من لب يحتوي على الـ DNA أو الـ RNA التي تحمل المورثات الخاصة بالفيروس، وعلى غلاف بروتيني يحتوي على نوع أو أكثر من البروتينات ويُسمى كابسيد capsid.
- يحمي هذا الكابسيد الأحماض النووية الموجودة داخل الفيروسات من التلف.
- تضمّ بعض الفيروسات غلافاً آخر envelope يُحيط بالكابسيد، وهو مكوّن من دهون وبروتين وسكر يُساعد هذا الغلاف الفيروس على اقتحام خلايا الكائنات الحية.
(2) الفيرويدات Viroids
- تُعد الفيرويدات أبسط تركيبًا من الفيروسات، إذ تتكون من أشرطة حلقية قصيرة من الحمض النووي RNA ، في حين يغيب عنها الغلاف البروتيني المحيط بالحمض النووي، المعروف بالكابسيد والموجود في الفيروسات .
- تدخل الفيرويدات إلى داخل نواة الخلية المصابة للكائن الذي تُهاجمه ، حيث تُوجّه الأيض فيها لصنع فيرويدات جديدة.
- تُسبّب الفيرويدات العديد من الأمراض للنباتات، مثل مرض الدرنات المغزلية في البطاطس، ومرض بهتان ثمار الخيار، وغيرها.
- تكون الفيرويدات واسعة الانتشار في الطبيعة ، إلّا أنّه لم يستطع الكشف عن أماكن تواجدها ، لكونها لا تدمّر أو تُحلّل خلايا العائل كما تفعل الفيروسات .
- والجدير بالذكر، أن المعلومات المتوافرة عن كيفية انتشار الفيرويدات لا تزال حتى الآن ضئيلة للغاية.
(3) البريونات Prions
- البريونات هي عبارة عن مخلوقات غير حية تتمتع بتركيب أبسط من الفيرويدات.

- تتركب من البروتين فحسب، ولا تحوي أي مادة وراثية من الأحماض النووية ، ولكنها تملك القدرة على الانتشار عبر أنسجة الكائنات المصابة بها مسببة لها مرضًا يُدمر جهازها العصبي المركزي بحيث تحوّل المخ إلى كتلة إسفنجية مليئة بالثقوب مثل الغربال، ما يُؤدّي إلى موت الكائن المصاب.
- تنتشر الإصابة بالبريونات بين المواشي والأغنام، وتُسبّب ما يُعرَف بمرض جنون البقر.
- كذلك، تُصيب البريونات الإنسان بمرضين عصبيين تتشابه أعراضهما مع أعراض مرض جنون البقر.
أثبتت الأبحاث الحديثة إمكانية انتقال بريونات مرض جنون البقر إلى الإنسان إذا ما تناول أياً من منتجات لحوم الأبقار المصابة، مثل الهامبورجر والسجق ، أو استعمل المستحضرات أو الأدوية التي يدخل في تركيبها بعض المنتجات الحيوانية المستخلصة من الأبقار المصابة .
- لم يُثبت حتى الآن انتقال هذه البريونات للإنسان، وقد يرجع هذا إلى طول فترة حضانة المرض في الإنسان.
- تنتشر العدوى بهذا المرض بين الأبقار عن طريق تناول الأعلاف المصنوعة من بروتينات حيوانية (مثل مشتقات الدم والأمعاء) لأبقار مصابة بهذه البريونات.
- يبقى السؤال كيف يُضاعف البروتين (مادة غير حية) نفسه ويُصبح معديًا ومسببًا للأمراض؟ يعتقد بعض العلماء أن هذا مستحيل. فلكي يتم التضاعف ، لا بد من توافر المادة الوراثية التي تغيب عن البريونات.
- أوضحت بعض الأبحاث الحديثة الآلية الممكنة لهذا التضاعف فيرى بعض العلماء أنّ البريونات تتكوّن من بروتين تُنتجه بعض الخلايا العصبية الطبيعية ، ولسبب ما ، لا يزال غير مفهوم أو معروف ، يتحوّل إلى شكل مغاير تماماً أو إلى بروتينات ممرضة وبمجرد أن تتكون هذه البروتينات، فإنّها تحث تحول جزيئات بروتين طبيعية أخرى إلى بريونات جديدة.
- مع ازدياد تركيز البريونات في النسيج العصبي ، يرتفع معدل تحلل الخلايا فتتكوّن ثقوب داخل النسيج العصبي الذي يتحوّل إلى نسيج إسفنجي.