المشاهير الذين أصيبوا بحمى التيفود
(1) محمود تيمور
- عن دوافعه للانخراط في الأدب حتى النخاع؛ روى سليل العائلة الأدبية التيمورية (محمود تيمور) ، أن مرضه بالحمى التيفودية والذي عوق تحقيق حلمه في الحصول على الشهادة العليا، قد أجج الغضب في داخله، وولد لديه صراعاً نفسياً لإثبات الذات والتعويض عن هذا الإخفاق الخارج عن إرادته، فكان التعويض بالكفاح الأدبي المر، بداية بكفاح القراءة والتفكير والتأمل، ثم كفاح كتابة إبداعية أبحر في شتى فنونها.
- اعتبر النقاد محمود تيمور رائداً للقصة العربية الحديثة، وشُبّه بالهدهد الذي يُعد أشهر قصاصي الزمن، ومنحته الدولة جائزتها التقديرية،
-عُين عضواً في مجامع اللغة العربية الثلاث بالقاهرة ودمشق وبغداد.
- كان الرجل قد أُصيب بداء التيفود وهو دون العشرين، ولزم الفراش بعد أن اشتدت عليه وطأة المرض، وانقطع بموجبه عن دراسته في مدرسة للزراعة العليا كان يأمل من ورائها التجهز للإشراف على مزارع أسرته العريضة الثراء.
- سافر إلى سويسرا طلباً للعلاج والاستشفاء، وهناك أتيحت له دراسة عالية في الآداب الأوروبية، فدرس الأدب الفرنسي والروسي وأثرى بهما درايته الواسعة بالأدب العربي.
- يبدو أن الرجل كان على موعد آخر مع سويسرا؛ إذ جاد بأنفاسه في مدينة لوزان السويسرية عام 1973م، عن عمر بلغ ثمانية عقود.
(2) مصطفى صادق الرافعي
- إذا كان التيفود قد اكتفى بحرمان تیمور من دراسته، فإنه قد قسى على أديب العربية الكبير ( مصطفى صادق الرافعي).
- فشوش على عصبه السمعي رويداً رويداً ، حتى أصابه بالصمم التام في عمر الثلاثين.
- وصار القلم لسانه الذي يُرى ولا يُسمع ، فضلاً عن حبسة صوته التي دلت على عنف الميكروب وتوغله في كل أعضاء الجسم حتى الحنجرة.
(3) شاه إيران
- بینما كان شاه إيران (محمد رضا بهلوي) أوفر حظاً، إذ أصيب بالتيفود في عمر السابعة، ولعبت به الحمى كما لعبت الريح بقوم عاد.
- أعلن الأطباء أن نهايته قد حانت، حتى إن أباه الشاه رضا بهلوي ذا الإرادة الحديدية والبأس الشديد؛ سالت دموعه السخينة، وخارت قواه الفولاذية وارتدت نفسه نقابًا من جوى وحجابًا من ألم وقفّازا من حسرة، فحزن حزن من نعيت إليه حبيبته يوم عرسه ، وذلك بعدما رأى ولي عهده ووريث عرشه يختطف من بين يديه
- قام والده باستدعاء أحد الملالي في منتصف الليل طالباً منه الصلاة والدعاء في سبيل شفاء ابنه، وهو ما كان، إذْ شُفي الصبي وعمر حتى جلس على عرش إيران مدة أربعة عقود تقريباً ( 1941 - 1979م)، قبل أن يثور عليه الملالي ويُجبروه على الفرار والموت في منفاه بمصر التي له فيها أنساب وأصهار .
- الملالي جمع مُلّا، وهم طبقة من المثقفين الدينيين تخرجوا في المدارس الدينية ويقومون على تعليم الدين وفض النزاعات وعقد القران وإفتاء الناس، وهو من الفعل أملى أي علّم، ويكثر تداوله في ربوع العراق وإيران وباكستان وأفغانستان.
