الأنسان والقرد
- خلق الله الإنسان وفضله على سائر مخلوقاته بأن جعله خليفة له في أرضه ليعمرها وينتفع بخيراتها، ومنحه العديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى حتى تكون له السيادة على جميع كائناتها.
- ولما كانت للإنسان هذه الأهمية العظمى على سائر المخلوقات: فإن الكثير من الفلاسفة والعلماء حاولوا واجتهدوا في البحث عن أصل هذا الكائن العجيب وتطوره
- ومن هؤلاء العلماء عالم الطبيعة البريطاني تشارلز داروين صاحب نظرية النشوء والارتقاء الذي يتناول فيها أصل الإنسان وتطوره على مر العصور من وجهة نظره الشخصية، وهذا ما يطرحه هذا الكتاب في السطور القليلة القادمة.
- يقول داروين: إن المخلوقات البشرية تنتمي إلى سلالة الحيوان الرئيس، وهي نوع من الثدييات تشمل القرود والنسانيس.
- ويرى أن أجدادنا الأوائل منذ حوالي أربعة ملايين عام كانوا على هيئة مخلوقات تشبه القرود ؛ فكانوا يسيرون على قدمين وهم منتصبو القامة.
- وعندما تطورت هذه المخلوقات البشرية التي تشبه القرود ؛ فإنها أصبحت أقل شبها بالقرود وأكثر شبها بالإنسان.
- وقد استدل العلماء على ذلك من خلال دراستهم لبقايا بعض الهياكل العظمية البسيطة التي عثروا عليها.
- كما تجدر الإشارة إلى أن البشر الأكثر تطوراً، الذين يشبهوننا في خلقتهم إلى حد كبير، قد بدءوا في الظهور منذ حوالي مائة ألف عام.
متى تم اكتشاف أول حفرية كاملة تتبع سلالة القرد الجنوبي؟
- تم اكتشاف أول حفرية تبين نوع البشر الذين عاشوا في العصور الأولى حسب النظرية الداروينية - في عام 1974م.
- وذلك عندما تم العثور على أول هيكل عظمي كامل لأنثى تتبع سلالة القرد الجنوبي والمعروفة باسم (ن الأوسترالوبيثيسوس) في إثيوبيا
- ن الأوسترالوبيثيسوس هي إحدى السلالات التي كانت تنتمي بشكل رئيسي لعصر البليستوسين.
- وقد أطلق العلماء على حفرية هذا القرد الذي يشبه الإنسان اسم (لوسي)، والتي لم يبلغ طولها طول فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات، على الرغم من أنها ماتت وهي في الأربعين من عمرها منذ ثلاثة ملايين عام.
- وقد عثرت خبيرة الحفريات البريطانية ماري ليكي على آثار أقدام في تنزانيا ظلت باقية من عصور فجر التاريخ، أثبتت هذه الحفرية أن الذين كانوا ينتمون لسلالة (ن الأوسترالوبيثيسوس) كانوا يمشون على أقدامهم - منتصبي القامة - مثلهم مثل إنسان العصر الحديث.
- الشكل التالي يوضح جمجمة لواحد من (ن الأوسترالوبيثيسوس)، ذلك الكائن الذي يشبه القرد في هيئته، وهو يمشي على قدمين، مطلقاً ذراعيه حتى يستطيع الإمساك بالعصي أو الأحجار.
