نبات البن
- هرب بعض الرهبان في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي في بلاد الحبشة من الاضطهاد إلى أعالي الجبال يفلحون الأرض ويربون قطعاناً من الماشية (المعيز والأغنام).
- بينما كان أحد الرهبان يرعى أغنامه وماشيته لاحظ عليها أمراً أفزعه فجرى عائداً إلى الدير الذي يقوم فيه مع زملائه الرهبان وهو يرتعد خوفا وقال لرفاقه: (لقد حلت بالحيوانات نشوة غريبة وكأنما قد لبسها شيء من عمل الشيطان)
- فذهب إليها كبير الرهبان فوجدها رغم حلول الليل لم تستكن ولم تهدأ، بل خلت ساهرة في ضوء القمر وأخذت تعدو وتقفز وتمرح وترقص وكأنما قد حلت بها بهجة كبرى.
- مرت ليلة بعد ليلة وما زالت حال المعيز كما هي رغم الصلوات التي كان يقيمها الرهبان ليطردوا منها الأرواح الشريرة، ولما لم تنفع صلواتهم ولا دعواتهم مع معيزهم.
- بدأ رئيس الدير يدرس الأمر دراسة واعية ، فلاحظ أن هذه الحالة المثيرة لا تعتري المعيز إلا إذا أكلت من نبات خاص ينتشر بين الأعشاب والنباتات النامية فوق سفوح الجبال.
- فتناول الرجل بعض ثمار هذا النبات ومضغها وامتص رحيقها فأصابته حالة من التنبه والانتعاش والبهجة وظل مستيقظاً معظم ليله.
- تمضي الأيام لتصبح ثمار هذه الشجرة مشروباً يستمتع به شاربوه، ثم تمضي السنون ليصبح دواء أيضاً.
- إذ اكتشف العالم العربي ابن سينا أنه ذو أثر منبه على الجهاز العصبي كما أنه قابض للجروح حيث يؤثر على الشعيرات الدموية ويجعلها تنقبض تبعاً لذلك ويقل تدفق الدم.
- انتشر هذا المشروب بين العرب ثم عرفته أوروبا حين نقله إليها أحد الرحالة الأوربيين عام 1576 م.
- لم يقتصر شرب هذا المشروب على البيوت بل وفتحت محلات اكتسبت اسمها من اسمه ، وأطلقوا عليها المقاهي أي مكان شرب القهوة.
- أول مقهى أنشئ كان في القسطنطينية بعد أن نقل الأتراك هذا المشروب من العرب، ثم نقل المصريون هذا المشروب عن الأتراك، وكانوا أول من أضاف إليه السكر، فأعطت للمشروب نكهة طيبة.
- راح المصريون يشربون هذا المشروب في بيوتهم، ولم يكتفوا بذلك بل ظهرت أيضا المقاهي في بلادهم، وهي إن كانت قد قدمت بعد ذلك للشاربين مشروبات متعددة إلا أن الاسم ظل مرتبطاً بهذا المشروب الذي انتشر في بلاد العالم
- انتشرت المقاهي حتى أنه قد بلغ عددها في عام 1625 م أكثر من 3 آلاف محل عمومي لشرب القهوة.
- وليت شاربي القهوة، وليت الجالسين على المقاهي يتذكرون هذا النبات الذي كان بدايته فوق سفوح الجبال بأثيوبيا والذي كان فضل اكتشافه يرجع إلى المعيز.