مرض التهاب الفقرات التيبسي
- بحسب الإحصاءات الطبيّة ، يُصنَّف مرض مرض التهاب الفقرات التيبسي ضمن أمراض مزمنة نادرة يصيب شخصاً واحداً من بين بضعة آلاف،
- يختار ضحاياه من الفئة العمرية بين 15 و 40 سنة، ويفضّل الذكور على الإناث (1:3).
- يُلقي بثقله على المفاصل المركزية بين فقرات الظهر وما حولها من أوتار وأربطة، مع إمكانية امتداده إلى مفاصل أخرى بالجسم.
- بينما يشير العلماء إلى دور العامل الوراثي استناداً إلي رصد أكثر من حالة في عائلة واحدة، فإن أصابع الاتهام تشير إلى اضطراب الجهاز المناعي الذي يُطلق أجساماً مضادة تعبث بأمن المفاصل وسلامتها، وتؤدّي إلى تيبسها وفقدان مرونتها، وذلك على وقع الأزمات النفسية وبعض العدوى وضغوط الحياة التي تتخطفنا ليـل نهار.
أعراض مرض التهاب الفقرات التيبسي
- عادة ما يشكو المريض من ألم وتيبس ، يستمر شهوراً وسنوات، مصحوباً بمحدودية الحركة في المفاصل الملتهبة، وإزعاج في نشاطات الحياة اليومية، خاصة حين يتطور الالتهاب من أسفل الظهر الذي غالباً ما يبدأ منه، صعوداً إلى أعلى في باقي الفقرات والكتف، أو نزولاً إلى أسفل حيث مفاصل الحوض والفخذ والركبة والكاحل، مع نشوء تكلسات والتصاقات تلتحم بموجبه العظام.
- يبدو البدن كعود خيزران لا أثر فيه لمفاصل، علاوة على إمكانية امتداد الالتهاب إلى قزحية العين والأمعاء وشرايين القلب والصمامات والرئتين، وهو ما يؤدي إلى عواقب وخيمة تفوق احتمال البدن المتألم المتخشب.
تشخيص مرض التهاب الفقرات التيبسي
- الواقع أن تشخيص المرض يمثل تحدياً كبيرا، نظراً لتشابه الأعراض الأولية للمرض مع أمراض أخرى عديدة، ونظراً لاتجاه أغلب المرضى إلى أطباء العظام دون أطباء الروماتيزم أصحاب الامتياز في تشخيص وعلاج هذا المرض، وهو ما يؤخر فرص العلاج المبكر ويمنح المرض فرصة التغوّل طولاً وعرضاً وعمقاً.
- عادة ما يلجأ الأطباء بعد الفحص الإكلينيكي، إلى فحوص الأشعة بالتصوير المقطعي والرنين المغناطيسي؛ لتظهر الالتهاب في مراحل المرض الأولى ثم الالتحام والتكلس في مراحله المتأخرة بالتزامن مع فحوص مخبرية تسفر عن زيادة سرعة الترسيب وعدد كرات الدم البيضاء، ووجود البروتينات الالتهابية وفقر الدم، إضافة إلى العامل الوراثي ب ۲۷ المرتبط بحدوث المرض.
علاج مرض التهاب الفقرات التيبسي
- مع التسليم بعدم وجود علاج شاف يقتلع المرض من جذوره، وصعوبة التنبؤ بمسار المرض الذي يثور كالبركان تارة ويهدأ كالليل تارة أخرى؛ فإن الأدوية المسكنة ومضادات الالتهاب ، قادرة على تضييق الخناق على الألم وعرقلة تطور المرض وتخفيف حدة التيبس، مع الانتباه إلى التأثيرات السلبية للمسكنات ومضادات الالتهاب على المعدة والكلى.
- يبقى الأمل مرهوناً بعلاجات بيولوجية حديثة يعيبها غلاء الثمن وطول فترة العلاج، أما الجراحة فيقتصر دورها على استبدال المفاصل البالية بأخرى صناعية، أو استعادة استقامة العمود الفقري بإصلاح انحناءاته الشديدة، بعكس العلاج الطبيعي والرياضة اللذان يهدفان إلى الحفاظ على مرونة المفاصل وقوة العضلات.
العمود الفقري
- جدير بالذكر، أن العمود الفقري هو دعامة الجذع الرئيسية والمسكن الآمن للحبل الشوكي.
- يُشكل أقل من نصف طول الجسم بقليل (٥/٢) ، ويتصل من أعلى بالجمجمة ومن أسفل بالحوض.
- يتكون من ۳۳ فقرة مقسمة إلى سبع فقرات عنقية، واثنتي عشرة فقرة صدرية وخمس فقرات قطنية، وخمس فقرات عجزية ملتحمة مع بعضها في قطعة عظمية واحدة مثلثة الشكل، وأربع فقرات ملتحمة مع بعضها في نهاية العمود الفقري ونسميها العصعص.
- يوجد بين كل فقرتين من الفقرات الأربع والعشرين المتحرّكة (العنقية والصدرية والقطنية)، وسادة إسفنجية اسطوانية، تحول دون احتكاك الفقرات بعضها ببعض، وتمتص ضغوطاً وصدمات عدّة يتعرّض لها الجسم أثناء الحركة، وتمثل المفصل الذي عليه مدار حركة العمود الفقري الانثنائية والجانبية والدورانية.
- أما العضلات الظهرية والأربطة؛ فتعمل على تماسك الفقرات، وتثبيت العمود الفقري، والحفاظ على توازن بنيته وتناسق حركيته.
