ما هو الوهن العضلي الوبيل؟
- الوهن العضلي الوبيل مرض عتيق تم اكتشافه أواخر القرن السابع عشر على يد طبيب أكسفورد البريطاني (توماس ويليس).
- عُرف حينها بالشلل الكاذب، وهو داء مزمن لا يُرجى منه شفاء، فقط يمكن إلجامه بالسيطرة عليه ووضعه قيد التحكم.
- ينتمي إلى فئة أمراض المناعة الذاتية التي يستأسد فيها الجسم على أعضائه فيصبح كنار تأكل نفسها، وحرب أهلية تتغذي على بنيها.
- مع أنه يصيب الرجال والنساء في جميع الأعمار، ويسري في أوصال كل الأجناس والأعراق، ويتصادف حدوثه في أكثر من فرد بالعائلة الواحدة ؛ إلا أنه يكثر في النساء عن الرجال بنسبة (1:2)، ويتخير صغار النساء (أقل من 40 عاماً) وكبار الرجال (أكبر من 60 عاماً)، ولا وراثة فيه ولا عدوى،
- يصيب نحو أربعة أشخاص من بين كل 100 ألف شخص؛ بما يعني أنه من الأمراض العصبية العضلية النادرة.
- يعود المرض إلى خلل بالجهاز المناعي يُنتج فيه الجسم مضادات تفتك بمستقبلات الناقل العصبي المُسمَّي أسيتيل كولين، فيحول بينه وبين الإثارة الفعالة للعضلات الإرادية، ويُعيق التواصل الطبيعي بين الجهاز العصبي والعضلي؛ وهو ما يتسبّب في إصابة العضلات بوهن وضعف ينزل كالصاعقة؛ فيباغت الشخص فجأة دون إنذار سابق، ويسوء مع النشاط، ويتحسن بالراحة.
أعراض مرض الوهن العضلي الوبيل
- مع أن كل العضلات الإرادية عُرضة للإصابة؛ إلا أنه يفضل عضلات العين والوجه والبلعوم والحنجرة؛ فتتدلى الجفون، وتزدوج الرؤية، وتختفي الابتسامة، ويخفت الصوت، وتتداخل الكلمات، ويصعب المضغ، ويغص الشخص أثناء البلع، إضافة إلى عضلات العنق والأطراف العليا، مع إمكانية امتداد الإصابة لتشمل عضلات التنفس مشكلة بذلك خطورة حقيقية على الحياة.
- في بعض الحالات القليلة تتسرّب الأجسام المضادة عبر المشيمة من الحامل المصابة إلى طفلها، فتظهر أعراض المرض على المولود، ولكنها لا تلبث أن تختفي في غضون أسابيع قليلة، وهو ما يُعرف بالوهن العضلي الوبيل الخلقي.
تشخيص مرض الوهن العضلي الوبيل
- بعد تقصي التاريخ المرضي وإجراء الفحص الطبي السريري؛ يلجأ الأطباء في طريقهم نحو التشخيص إلى البحث عن الأجسام المضادة للمستقبلات الكولينية في الدم، وإلى فحص الصدر بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي؛ وذلك لتقييم وضع الغدة الزعترية (غدة التوتة) الواقعة خلف عظمة الصدر الأمامية المسماة عظمة القص وتوجه إليها أصابع الاتهام في الاضطراب المناعي المتسبب في المرض حيث وجدت متضخمة في حوالي 70٪ من المرضى دون سن الأربعين.
- كما يُجري الأطباء اختبار التوصيل العصبي؛ فيتم من خلاله التنبيه الكهربائي للعصب الحركي الخاص بعضلة ما، وملاحظة ما يحدث من ضعف عضلي مع تكرار التنبيه، وعلى العكس من هذا الاختبار، تتحسن استجابة العضلة عند إجراء اختبار آخر يتم فيه الحقن الوريدي بمادة كيميائية (إيدروفونيوم) تمنع تكسير الناقل العصبي أسيتيل كولين.
وباعتبار المرض أحد أفراد أسرة الأمراض المناعية الذاتية؛ فلا مندوحة عن التفتيش في دلائل أمراض أخري تنتمي إلى نفس المجموعة مثل؛ أمراض الصدفية والروماتويد والبهاق والذئبة الحمراء والغدة الدرقية، وغيرها.
علاج مرض الوهن العضلي الوبيل
- تأكيداً لما ذكره الطبيب والأديب الروسي أنطون تشيكوف بقوله: (عندما يقترحون عليك عدة علاجات لمرض، فهذا يعني أنه لا يمكن علاجه)؛ فقد طرح الطب بدائل علاجية عديدة لا يُفضي أي منها إلى الشفاء، وإن نجحت في شدّ الأزر وتخفيف الأعراض وتمكين المريض من مواصلة حياته ومزاولة أعماله اليومية..
- من الأدوية ما يهدف إلى إيقاف عمل الأنزيم المسؤول عن تكسير الناقل الكيميائي (أسيتيل كولين) فيؤدي إلى بقاء هذا الناقل مدة أطول، ويسهم في تحسّن انقباض العضلات، ومنها ما يثبط الجهاز المناعي، ويكبح جماح إنتاج الأجسام المضادة المؤذية للمستقبلات الكولينية، فضلاً عن تقنية تنقية البلازما التي تطهر الدم من تلك الأجسام المضادة، وتزوده بجرعة من الأجسام المناعية الطبيعية، في إجراء أشبه ما يكون بالغسيل الكلوي الدموي الذي يخضع له مرضى الفشل الكلوي.
- لا يخلو الأمر من مشرط الجرّاح لشق الصدر واستئصال الغدة الزعترية؛ إذ لا يشكل إزالتها خطراً على الجسم، ولكنه يسهم في تنشيط الجهاز العضلي وفتح نافذة من الأمل في التخفيف عن المرضى.