العسل
- أدرك الإنسان منذ عهود سحيقة الأثر الطبي لعسل النحل، فلم يتعامل معه على أنه غذاء فقط، وإنما أدرك أنه دواء إلى جانب كونه غذاء.
- لقد اكتشف المصريون القدماء أنه مادة حافظة فاستخدموه في التحنيط ، وأدركوا أنه لا يفسد، ولذلك يوجد في الأهرامات المصرية عسل، وضع بها منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة.
- لاحظ الإنسان منذ القدم أن له أثر في الشفاء من الأمراض، وله تأثير كبير علي الصحة، حيث يمد الإنسان بالقوة والنشاط بل ويعمل على وقايته من الأمراض.
التركيب الكيميائي للعسل
- في العصور الحديثة حينما تم تحليل العسل والتعرف على مكوناته اكتشف العلماء أنه يتكون أساساً من سكر العنب الذي يتم امتصاصه في الدم مباشرة بلا أية عمليات من الجسم لهضمه، هذا النوع من السكر يسمى الجلوكوز، وهو يعطي حقناً في الوريد ليتجه إلى الدم مباشرة.
- كما يتضمن سكريات أخرى هي سكر الفاكهة وسكريات ثنائية وأخرى مركبة لا يتم تحليلها إذا كانت في أطعمة أخرى إلا بمجهود من الجسم أما في العسل فالجسم يستفيد منها بلا مشقة.
- كما أدرك الباحثون أن العسل يتضمن الأحماض العضوية التي تعتبر حجر الزاوية في بناء الجسم هذا خلافاً للمعادن والأملاح الأخرى الموجودة به وهي الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والحديد والكلور، والفوسفور، والمنجنيز والسليكون، والألومنيوم والبورون، والكروم والنحاس والليثيوم، والنيكل والرصاص والقصدير، والتيتانيوم والخارصين، والأزميون.
- يوجد بالعسل خمائر هاجمة (إنزيمات)، تحول المواد الغذائية في الجسم إلى مواد سهلة الهضم وصالحة للتخزين.
- وأيضاً يوجد به البروتينات اللازمة لبناء الجسم وبه الفيتامينات الضرورية للإنسان.
- حديثا أضاف العلم تواجد مادة سميت (انهيبين) لها خاصية فريدة في وقف نمو الميكروبات ثم القضاء عليها.
فوائد العسل
- أكدت الأبحاث الطبية العالمية أثر عسل النحل في علاج الكثير من الأمراض إذ هو ينظف الجسد من أي تلوث ويطرد البلغم وعلاج أكيد للزكام ونزلات البرد، ويفيد العيون، ويعالج أمراض الرئة والسل الرئوي، وأمراض الكبد وكسله، وآلام حصوات المرارة ويعالج فرح المعدة والأمعاء وينظم إفرازاتها.
- بالنسبة لأمراض القلب أكد الأطباء أن العسل ضروري لأنه يعوض ما يفقده القلب من مجهود، فضلاً عن أن العسل يرفع نسبة هيموجلوبين الدم، فيؤدي ذلك إلى كفاءة الجهاز الدوري.
- للعسل أيضاً تأثير سريع على الصداع والأرق والاضطرابات العصبية.
- العسل يعالج الأنيميا الناتجة عن سوء التغذية كما يعالج السكر والسرطان ويفيد في التئام الجروح ويؤدي إلى سرعة التئامها كما يؤدي إلى التئام الخراريج والدمامل.
- له دور كبير في علاج الأمراض الجلدية ويصنع منه كريمات للوجه ، ومراهم للعيون.
- العسل يحفظ حرارة الجسم الطبيعية ومطهر وقاتل للميكروبات، وهو دائما معقم، فهو لا ينقل العدوى، ولا يعيش فيه أي مكروب، وذلك لأنه يمتص الرطوبة تماماً ولذلك فهو يمتص الرطوبة من الميكروبات والجراثيم فيقضي عليها.
وما زال العلم يقدم الجديد بالنسبة للآثار الطبية للعسل ودوره في علاج الأمراض.
فوائد سم النحل (سم العسل) قرصة النحلة
- مما أكدته الأبحاث الطبية أثر سم النحل في شفاء الأمراض، وهذا أمر حديث لم يتوصل إليه العلماء إلا في أوائل القرن العشرين.
- سم العسل سائل شفاف ذو رائحة تشبه رائحة العسل لكنه لاذع النكهة مر الطعم ويخرج عن طريق آلة اللسع التي في النحلة.
- أكدت الأبحاث أنه يحتوي على العديد من الأحماض مثل الفورميك، والأيدروكلوريك ، والهستامين، والكولين وغيرها، وبه قليل من المعادن كالنحاس والكالسيوم كما يحتوي على البروتينات، كما يوجد به زيوت طيارة وإليها يعزى ما يشعر به الملدوغ من ألم.
- لقد أكدت أبحاث العلماء أن سم العسل من أقوى المطهرات الفعالة وأنه يكفي وضع جزء واحد إلى خمسين ألف جزء ماء فيصبح الماء معقماً، وبذلك يصبح تأثير سم العسل أقوى من تأثير المضادات الحيوية.
- لقد ثبت نجاح العلاج بسم العسل في مجال أمراض المفاصل والروماتيزم ولذلك افتتحت مراكز العلاج بلدغ النحل مباشرة كما تم تعبئة حقن بسم النحل لعلاج الحمى الروماتيزمية والتهاب الأعصاب وأمراض الجلد، وسل الجلد، وتضخم الغدة الدرقية، والملاريا، وعلاج العيون خاصة التهاب القزحية.
- كما تعالج المراكز الطبية أيضاً ارتفاع الضغط بسم العسل بسب احتوائه على مادة (الهستامين) وهي مادة تؤثر على الأوعية الدموية فتسبب اتساعها.
- في منتصف القرن العشرين توصل العلماء إلى التعرف على الآثار الطبية لغذاء الملكة أو الغذاء الملكي، حيث أكدت الأبحاث الطبية أنه يقي من الأمراض ويعالجها، ويكسب الإنسان القوة والنشاط والحيوية ويعيد بعض طاقات الشباب للشيوخ والكبار.
- هكذا أجمعت البحوث على الأهمية الكبرى للنحل في المجال الطبي، ولذلك لا تعجب حين تقرأ قول الله عز وجل ( فيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) وحين تعلم أن رسول الله ﷺ كان يشرب كل يوم قدحاً من الماء ممزوجاً بالعسل على الريق.
- ولا تعجب حين تسمع ما قرره العلماء بعد طول تجارب وبحوث من أن النحل خير كله ولا يأتي الإنسان منه إلا خير، حتى لدغة السم فيها الخير والنفع وهكذا تجلت قدرة الله في النحلة إذ جمع فيها العسل والسم، والسم ضار إلا من النحل.
- لقد صدق من قال عن النحل إنه الصيدلية المجنحة وإنه الشفاء الطائر.