تعريف حمى التيفود
- حمى التيفود إحدى أمراض الجهاز الهضمي المعدية والشائعة، يتسبب فيها بكتيريا السالمونيلا التيفية.
- تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الطعام والشراب الملوّث.
- تنتشر صيفاً ولا تغيب شتاء، وتصيب أكثر من عشرين مليونًا حول العالم سنوياً، وتكتب شهادة وفاة لأكثر من مئتي ألف شخص كل عام.
- تتركز أغلب الإصابات في ربوع دول فقيرة لا تتمتع بمياه شرب نظيفة، وتفتقر إلى رقابة صحية على الأطعمة، وتخلو من شبكات الصرف الصحي، وينخفض فيها الوعي العام بقواعد السلامة الصحية؛ لاسيما في المطاعم التجارية والمطابخ المنزلية والمقاصف المدرسية والعربات الجائلة، وغيرها من الأماكن التي على تماس مباشر مع مأكل الإنسان ومشربه.
- كما ينقل المصاب العدوى إلى السليم، فإن بعض الأشخاص يحمل الميكروب في جوفه ولا تبدو عليه علامات المرض، ولكنه قادر على نقل المرض إلى غيره من الأصحاء، وهذا ما يحتم الكشف الدوري على العاملين في مجال الأغذية بغية التأكد من سلامتهم شكلاً وموضوعاً.
أعراض حمى التيفود
- بعد فترة حضانة قد تصل إلى الشهر؛ تخترق خلالها بكتيريا السالمونيلا الأمعاء الدقيقة، وتتكاثر بأعداد كبيرة، وتسافر عبر الدم إلى الكبد والطحال والنخاع، وتدور رحى معركة حامية بين الميكروب والجهاز المناعي.
- تبدأ الأعراض في الظهور على هيئة حمى وصداع وأوجاع بالمفاصل والعضلات، ثمّ آلام بالبطن وإمساك، مصحوبة بفقدان الشهية والإحساس بالتعب والإعياء والغثيان، مع مراعاة البطء النسبي في النبض مقارنة بارتفاع درجة الحرارة.
- إمكانية ظهور طفح جلدي وردي اللون في أسفل الصدر وأعلى البطن.
- في غياب العلاج يمكن أن تتطور الإصابة في أسبوعها الثالث، فتؤدي إلى الوفاة في نحو 20% من المصابين، وذلك بسبب تقرحات الأمعاء والنزيف الداخلي، أو على أثر ثقب جدار الأمعاء والتهاب الغشاء البريتوني.
تشخيص حمى التيفود
- عادة ما يتأكد تشخيص المرض بالكشف عن الميكروب عبر إجراء مزرعة لعينة الدم في أسبوع المرض الأول، أو لعينة البراز في أسبوع المرض الثاني وما يليه.
- كما يمكن الوصول إلى التشخيص بالتحري عن الأجسام المضادة لأنتيجينات السالمونيلا في الدم، عبر اختبار فيدال.
- يعطي اختبار فيدال نتيجة إيجابية كاذبة في الأشخاص المحصنين بلقاح التيفود، وفي المصابين بأمراض أخرى مختلفة مثل السرطان.
- بينما يعطي نتيجة سلبية كاذبة في حالة العلاج المبكّر بالمضادات الحيوية، وهذا ما قلّل من دقته وخصم من رصيده كورقة رابحة في التشخيص.
علاج حمى التيفود
- مثل اكتشاف المضاد الحيوي المعروف بالكلوراميفينيكول نقلة نوعية في علاج المرض، وذلك في عام 1947م، قبل تصنيعه في عام 1949م وإتاحته للاستعمال على نطاق أوسع وبتكلفة أقل.
- وهي السنة ذاتها التي توعك فيها الممثل نجيب الريحاني بالتيفود، وأضاف علة ثالثة إلى علة قلب له سبق أن ألمت به ذبحة صدرية، وإلى علة رئته الموبوءة بالانسداد الرئوي المزمن، وبينما كان يقاسي ويلات المرض في المستشفى اليوناني بحي العباسية
- نظراً لما يتمتع به من شهرة؛ فقد تم جلب أقراص الكلورامفينيكول إليه خصيصاً من بلد العم سام (أمريكا)، وإعطائه الجرعة الأولى البالغة خمسة عشر قرصاً . ولكنه وفي خلال الدقائق العشر التالية طفح الدم من فمه، وحام طائر الموت حول روح متعبة ما لبثت أن فاضت رغم أنف الشهرة والدواء الأمريكي.
- الواقع أنّ الزمن قد دار دورته، فتقدم الطب بأدوية حديثة أثمرت نتائج أفضل وأسرع، وتراجع بموجبها الكلوراميفينيكول من ملك متوج على العرش إلى وصيف يجلس في آخر الصف، خاصة بعد اعتياد السالمونيلا عليه ومقاومتها لمفعوله.
- بالطبع لا غنى عن مشرط الجرّاح في رتق ثقوب قد تحدث بجدار الأمعاء، وفي استئصال المرارة لدى الأشخاص الحاملين للمرض والناقلين له بصورة مزمنة.
- كقاعدة عامة صالحة للأمراض المعدية كافة، والتي تعرف أيضاً بالأمراض السارية؛ تظل الوقاية هي حجر الزاوية في طريق العافية، والدرهم الذهبي الذي يتفوق على قناطير العلاج، وهو ما يتحقق بمحاكاة أبسط قواعد النظافة العامة المتمثلة في غسل الأيدي بالماء والصابون بعد استخدام الحمام، وتغطية الأطعمة والحيلولة بينها وبين الذباب، مع تفادي أكل الخضراوات والفاكهة الطازجة إلا بعد غسلها جيداً.
- أما في الأشخاص الأكثر عرضة للمرض، أو المسافرين إلى مناطق موبوءة؛ فيمكن تعاطي اللقاح المضاد للمرض، والمتاح في صورة كبسولات تحتوي على ميكروب السالمونيلا المضعف ولا يُستخدم إلا في الأشخاص الذين تجاوزوا عمر الخمس سنوات، أو المتوفر في صورة حقنة تحتوي على سالمونيلا مسلوبة النشاط ومعدومة العافية ولا تُعطى إلا لمن تجاوزت أعمارهم سنّ السنتين، فضلاً عن تطعيم جديد دخل مراحل التحضير النهائية، ويبشِّر بمناعة أطول، وجرعة أقل، مع إمكانية استخدامه بدءاً من سن الستة أشهر.
