نظرية نشأة وتكوين النفط
- لقد عرف واستخدم الإنسان النفط في العديد من جوانب حياته منذ قديم الزمان إلى حوالي 6000 - 5000 سنة قبل الميلاد، وذلك في العديد من مناطق وشعوب العالم كمنطقة فارس إيران، ويعود ذلك وادي الرافدين منطقة العراق، منطقة الصين ... الخ.
- إلا أن الإنسان لم يتمكن من معرفة النفط ، حينذاك، سواء ما تعلق بماهية وطبيعة النفط وخصائصه وكيفية وجوده وتكونه إلا في فترات متأخرة من حياة الإنسانية وهي فترة العصر الحديث، وخاصة أواخر القرن التاسع عشر.والتي ازدادت وتطورت وتوسعت فيها المعارف والعلوم الإنسانية لتبلغ مراحل متقدمة، وابتدأ باستغلال هذه الثروة المهمة والحيوية بصورة واسعة حيث قام عليها وتكون وارتبط بها نشاط اقتصادي وصناعي متنوع وكبير.
- لقد اختلفت وتباينت آراء المعنيين والمختصين بشؤون النفط من جيولوجيين وكيميائيين حول أصل النفط وكيفية تكونه في الطبيعة.
- هذه الآراء أو النظريات متعددة ومتنوعة، بعضها يركز ويستند على أن نشأة وتكوين النفط كان من عناصر غير عضوية مع تنوع تلك الآراء، والبعض الآخر يعتمد ويركز على أن العناصر العضوية هي الأساس في تكوين النفط في الطبيعة. وكل فريق من هؤلاء له أسانيده وبراهينه.
نظريات تكون البترول
- تنقسم تلك النظريات إلى مجموعتين رئيسيتين وهي:
(1) النظرية اللاعضوية
- هي من أولى وأقدم النظريات حول تفسير أصل تكون النفط والكيفية التي يتم فيها.
- تجمع هذه النظرية على أن مادة النفط قد تكونت في باطن الأرض نتيجة تفاعلات كيماوية بين العناصر اللاعضوية كاتحاد وتفاعل عنصر الهيدروجين مع الكربون مثلاً أو عنصر كبريت الحديد مع بخار الماء، وينشأ من اتحادهما مادة مشابهة للأسيتيلين التي تحولت إلى زيت بفعل العوامل الجيولوجية من ضغط وحرارة.
- يحدد أماكن تواجد النفط حسب هذه النظرية في مكامن من الصخور النارية ويستشهد أنصار هذه النظرية بمكامن النفط الموجود في المكسيك واليابان ويعتبرون ذلك دليلاً على صحتها.
- كما تمكنوا نظرياً ومخبرياً من تحضير بعض المنتجات الهيدروكربونية أو النفطية كالبنزين والأستيلين والميثان... الخ.
- بينما يعترض أنصار النظرية العضوية على ذلك بقولهم: إن النفط الموجود في مثل هذه الصخور ليس أصيلاً وإنما هو مهاجر من أماكن أخرى ذات أصل عضوي.
(2) النظرية العضوية
- تؤكد هذه النظرية على أن النفط، ينتج عن تحلل الكائنات الحية من أصل حيواني والنباتي، التي انطمرت الملايين السنين في طبقات من الرمل الناعم تحت الضغط والحرارة الشديدين.
- تستند هذه النظرية إلى الأدلة والبراهين التي تؤيد قوة وصحة آرائها ومن أبرز هذه الأدلة :
(1) وجود كميات ضخمة من المواد العضوية والهيدروكربونات في الصخور الرسوبية المكونة للقشرة الأرضية.
- هذه المواد العضوية نباتية كانت أو حيوانية مع توفر عنصري الكربون والهيدروجين اللذان يتحدان مع بعضهما تحت ظروف معينة من الضغط ودرجة الحرارة مع وجود بعض العوامل المساعدة ليكونا النفط.
(2) وجود عناصر البورفين والنيتروجين في أغلب العينات الخفيفة أو الثقيلة ويوجد هذان العنصران فقط في البقايا أو المواد المتبقية من المواد النباتية والحيوانية.
(3) يتم النشاط الضوئي للنفط نتيجة مادة الكولسترول والتي هي من أصل حيواني أو نباتي في النفط.
- يؤكد أنصار هذه النظرية على نحو دقيق أن النفط يعود إلى بقايا حيوانية بحرية كانت تعيش في مياه بحار دافئة كالقشريات والصدفيات والمحاريات.
- قد تقطرت بمرور الزمن تحت الضغط الهائل والحرارة الشديدة، مخلفة الزيت الحالي.
- استناداًِ إلى هذه النظرية في تفسير المنشأ، راحت معظم الدراسات والبحوث الجيولوجية، لتؤكد بأن المكامن النفطية ذات صلة بالصخور الرسوبية البحرية أو المناطق القريبة للبحار، وهذا يفسر لنا الأهمية المتزايدة للتنقيب عن النفط في تلك المناطق.
- يستشهد أنصار هذه النظرية بأن محور النفط الرئيسي في العالم، يمتد من خليج المكسيك غرباً إلى الخليج العربي شرقا. لذلك يمكن القول بأن الأحواض الرسوبية المتواجدة على حافة القارات والتي تكونت عبر التاريخ الطويل هي الأماكن الطبيعية لتجمع كميات كبيرة منه.
متي سينتهى البترول فى العالم؟
- حتى نجيب على هذا السؤال كان لابد من شرح نظريات تكون البترول حتى يمكنك الإجابة بنفسك على هذا السؤال.
- مما لا ريب فيه أنه مهما بلغت احتياطيات النفط المؤكد ومهما اكتشفت الحقول النفطية الجديدة فلا بد أن ينفد في يوم من الأيام.
- يمكن أن نفرق بين مفهومين للنضوب، هما:
الأول/ النضوب المادي الفيزيائي للنفط ويقصد به انتهاء الاحتياطي النفطي تماماً من باطن الأرض.
الثاني/ النضوب الاقتصادي التقني للنفط ويقصد به تراجع استهلاك النفط دون أن ينتهي مادياً بسبب فقدانه للجدوى الاقتصادية على حساب ارتفاع الجدوى الاقتصادية لمصادر الطاقة الأخرى، وهذا يرتبط بعوامل تقنية واقتصادية وبيئية وغيرها.
- وأفضل أن من يبحث عن إجابة لهذا السؤال أن يقوم بقراءة هذا التقرير الرائع: مستقبل نضوب النفط في محافظة البصرة
المراجع:
- محاضرات عن اقتصاد النفط الجزء الأول - إعداد الدكتورة أمينة مخلفي - العام الدراسي 2013/2014 - كليه العلوم الأقتصادية والتجارية - جامعة قاصدي مرباح - الجزائر.
- تقرير مستقبل نضوب النفط في محافظة البصرة للأستاذ الدكتور هيثم عبدالله سلمان - مركز البيان للدراسات والتخطيط - 2018
